الخميس، 31 يناير 2013

صوره ابيض واسود(1)

ماذلت مفتونا بامي حينما تعوس الكسره ,كنا فقراء فقرا مدقعا وكم كان الفقر في زماننا ذاك شرفا وفخرا والفقراء بطبعهم اكثر كرما وكان طعام الفقراء ذو نكهه مميزه وطيبه سالت امي لماذا الناس الفقراء طعامهم له نكه وطعم يميزه عن طعام غيرهم كانت تقول لي انها البركه الربانيه التي يضعها الرب في طعامنا وفي خبزنا لانه يعلم ان رزقنا حلال
,,وكان الفقر في ذلك الزمان شي جميل يجعلك قريبا من الناس وكان الغني شي يبعدك عن المجتمع عكس ما يحدث الان ,كانت كل بيوت الحله هي بيوتنا نتعامل علي هذا الاساس وكنا نعامل ايضا علي اننا اصحاب البيت لا توجد بنت تحتشم امامنا وكنا نلعب ونضحك ونحب كاننا اهل واخوه ,اذكر لم يكن لنا تلفاز وكان التلفاز الوحيد عند جارتنا وكنا كاطفال الحله يوم الجمعه نذهب لنحضر جنه الاطفال صباحا ونفطر معا في ذلك البيت وكم كان رائعا ان تري الاطفال متحلقون في اربعه مجموعات حول صحن كبير,
كنت اجلب لامي اي (حطبه)اجده لاجل ان تعوس كنت اجلس بقربها وهي تحمل الاناء الصغير عليه العجين ثم تتبعا بحركه رشيقه كأنها عازف بيانو ماهر ,كان اصبعين فقط يمسكان بالقرقريبه ويحركان العجين بسلاسه عجيبه وحين لا تخرج طرقه الكسره من الدوكه
ترمي قطعه من الطايوق وكنت اراقب الطايوق وهو يذوب ثم تمسحه امي بابقطعه من القماش فتصبح الدوكه ناعمه ولامعه,
وماذلت اعشق اخر طرقه من العجين تصنعها لي امي وكانت هشه جداجدا وحامضه كنت استمتع بمزاقها
ولا يوجد شي يشبهها في الرقه الا حينما ذهبت الي كنيسه العمارات مع حبيبتي بازلكا وحضرت معها القداس وتقدمت الي القديس وفتحت فاهي وقام هو بوضع قطعه من الخبز اوالرقاق التصقت بسقف حلقي يسمونها المناوله..
حينما كبرت وسافرت ورأيت العالم ودخلت اماكن يحلم بها الناس الا اني ماذلت اتمني ان اعيش في بيت به غرفتان من الطين ونوافذه من الخشب وراكوبه وتكل عليه اثار الدخان وبه حفره دخان حينما اراها اشعر برجولتي واشعر بالاف الاطفال ينسلون من الحفره وهم يصرخون ويلتفون حول اقدامي بابا بابا بابا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق